لعازر فی الشعر المعاصر (دراسة مقارنة)

إنّ التواصل بالتراث ظاهرة منتشرة فی الأدب العالمی حیث یستلهم الشعراء المعاصرون عناصر رموزهم الشعریة من التراث بما فیه من طاقات ایحائیة مـؤثّرة فی نفوس الجماهیر ووجدانهم . ومن مظاهر هذا التواصل توظیف الشخصیات التراثیة ومنها شخصیة لعازر الّتی تتأصّل فی الموروث الدینی المسیحی. وهذه المقالة تطرّق إلی دراسة شخصیة لعازر وتجلّیها فی الآداب الثلاثة المعاصرة حیث قارن بین الشعر العربی والفارسی والإنجلیزی .وقد وظّفت هذه الشخصیة فی الشعر العربی المعاصر بشکل کبیر کما نجدها فی أشعار بدر شاکر السیاب، وخلیل حاوی وغیرهم. أمّا فی  الشعر الفارسی فتجلّت فی هذا العصر فی شعر أحمد شاملو فقط، وفی الإنجلیزی فی أشعار ت.إس.إلیوت «thomas stearns eliot» وسیلفیا بلاث «sylvia plath» وغیرهم من الشعراء. ومن أهمّ ما وصل إلیه البحث هو أنّ الشاعر المعاصر وظّف الرموز الشعریة التراثیة بعد أن اکتشف لها بعداً نفسیاً یتواءم وتجربته الشعوریة الراهنة.کما تعاملت هذه التجربة مع شخصیة لعازر تعاملاً شعریاً علی مستوی الرمز فی الأدب العالمی. فقد أضفی الشاعرالمعاصر دلالات جدیدة علی شخصیة لعازر، دلالات تعبّر عن تجاربه الشخصیة مثل المعاناة الذاتیة أو تجارب شعبه کالظروف السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة الخانقة. ومن هذه الدلالات یمکن الإشارة إلی انبعاث الحیاة، البعث الکاذب، الخدعة والیأس فی الشعر العربی؛ أمّا فی الشعر الفارسی فقد عبّر عن موت الإنسانیة وعدم المسؤولیّة؛ وفی الإنجلیزی کان  الیأس من العصر الحاضر بما یتجلی فیه هذا الرمز أو هو الذی یحمی موت الإنسان الأبدی؛ لأنّ وراءه العودة والحصول علی هویّة ثابتة وخلود. إنّ المنهج المتّبع فی هذه المقالة هو منهج وصفی-تحلیلی، أمّا الدراسة فهی دراسة مقارنة لشخصیة مسیحیة بین الآداب الثلاثة.